مايكل سامي يكتب : الموس الجارح
-----------------------------------------
ماريان فتاة تبلغ من العمر الحادي والعشرون عاما
ماتت والدتها بعد ولادتها مباشرة ... ووالدها هو كل من تبقي لها في الحياة
كان والدها يعتني بها جيدا ويفعل كل ما يسر قلبها
عندما انهت ماريان دراستها بحثت عن عمل ... ولكن للأسف هذا العمل قد شغلها عن والدها كثير
علي الرغم من ان والدها لم ينشغل عنها ابدا رغم ظروف عمله
كانت ماريان تحب والدها جدا ولكن كان حب بالقلب فقط دون تقديم اي شئ يدل علي حبها له
بمعني عندما تقول لها يا ماريان مين اكتر حد بتحبيه في الدنيا كلها تقول
( بابا ) اما عندما تقول لها متي تخرجين معه تقول شغلي شاغلني فمبنخرجش
ماريان خادمة في مرحلة ابتدائي بأحدي الكنائس
وكان هناك حفلة للمهرجان ... فقامت بشراء اقمشه كي تقوم بتفصيلها للأطفال كي يلبسوها في حفلة التكريم
واثناء تواجدها في المنزل كي تقوم بقص هذه الأقمشة لصنع الشارات بحثت عن المقص في كل انحاء المنزل ولكنها لم تجده
اشتد غيظها وبحثت مرة اخري ولكنها لم تجده
فبحثت عن اي شئ حاد كي تقطع به القماش ولم تجد امامها سوي موس حاد من امواس حلاقة دقن ولادها
فأخذته وبدات في قطع القماش به .. واثناء استخدامه وعن طريق الخطأ بسبب السرعه قام بأصابتها في اصابعها
فسال منه الدم علي قطعه القماش
فظلت تصرخ من هول الصدمة ... في اللحظة التي كان والدها يفتح باب المنزل للدخول
فأسرع عليها وقال له مالك ياصغيرتي
فصرخت في وجهه قائله... انت السبب اين المقص
بحثت عنه في كل انحاء المنزل ولم اجده
فمسح والدها دموعها بيده وقال
هل نسيتي انك قمت بأعطاء المقص لي كي اضعه في درج مكتبك
واذا كنتي نسيتي حقا لماذا لم تتصلي بي من البدايه كي اذكرك
وايضا ياعزيزتي طريقة قص الاقمشة بهذه الطريقه تقليديه للغاية .. ولكن من الممكن ان نعطيها لشخص متخصص ويقوم بعمل قصات جديده بها
حزنت ماريان علي رد فعلها المتسرع مع والدها وارتمت باحضانه وقبلته وقالت له اسفه يا ابي
عزيزي القارئ
اوقات كثيرة نبحث عن اشياء ولم نجدها علي الرغم من اننا اذا قمنا بالاتصال بأبونا السماوي سيجيبنا ويقول لنا اين نجدها
واحيانا اخري نقوم بشق طريقنا بأنفسنا في الوقت الذي اذا طلبنا منه مساعده سيرشدنا الي خطوات افضل من التي سنقوم بعملها
هل كلمة يارب ارشدني ستأخذ مننا وقت كبير ؟؟
ماريان تحب والدها كما نحب المسيح
ولكن عندما كانت تريد ان تفعل شئ في حياتها لم تطلب والدها وتصرفت في الأمر لوحدها
ونحن ايضا اوقات كثيرة نلوم المسيح بعد ان تصيبنا التجارب التي نضع انفسنا بها دون ان نستشيره
فتقسوا الدنيا علينا وتسبب لنا جرح عميق وبعدها نشكوا ونقول له لماذا لم ترشدنا
الله منتظر ان تدق علي بابه لأنه دق علي باب قلبك كثيرا ولم تفتح له
اسرع ودق بابه وشاهد ماذا سيفعله معك
هنذا واقف علي الباب واقرع . ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشي معه وهو معي
------------------------------------------------