يوسف ومريم اصدقاء من نفس الكنيسة .. ولكنهم لا يعرفون بعضهم البعض معرفة قوية لدرجة انها لا تعرف اسمه
بدأ الحب بينهما في احدي الرحلات .. الحب الذي يسمي بالحب من اول نظرة .. فكانت عيناه تلاحقها في كل مكان تذهب اليه
واذا ذهبت يمينا يذهب ورائها واذا ذهبت يسارا يذهب ايضا ورائها
كانت مريم تلاحظ كل هذه التحركات ولكن كانت تظهر عدم الاهتمام علي الرغم من ان تفكيرها كان مشغول به ايضا
ظل هذا الامر حتي تجرأ يوسف في ايقاف مريم وتبادل الحديث معها
حيث انهم تحدثوا في كل شئ .. وانتهي حديثهم بتبادل ارقام التليفونات
ظل الحديث مستمر بينهم حتي صارحوا بعض بمشاعرهم .. وانتهي الامر بأنه اتفق معها علي مقابلة والدها لطلب يداها للزواج
وبالفعل اخذ اسرته وتقدم لها بشكل رسمي وانتهت المقابله بموافقة والدها عليه وعمت الفرحه بين الأسرتين وبين اجمل حبيبين
طيل فترة الخطوبة التي دامت اكثر من ثماني شهور لم يغضب الاثنين من بعضهم البعض
فكان الشوق واللهفه عنوان قصتهم
وقاموا بحجز الكنيسة التي سوف يكللون بها .. ثم قال لها يوسف شهر ياحبيبتي ولن افارقك ليلا ونهارا .. شهر وسنتزوج ونكون معا للأبد
وفي احدي الأيام شعرت مريم بإرهاق شديد وهي في العمل لحقه حالة اغماء
فقاموا اصدقائها بتوصيلها الي الطبيب
الذي كشف عليها وقام بعمل الفحوصات اللازمة لها وكانت النتيجه انها تعاني بسرطان الثدي وهي في اولي مراحله
وعلاجه هو الكيماوي كي يتمكنون من السيطرة عليه وهو في البدايه .. الأمر الذي احزن مريم وصديقتها شيرين كثيرا
وكل ما جاء في خاطرها تلك اللحظة كيف ستصارح يوسف بهذا الأمر
خوفا من ان يتركها اذا علم هذا لأنها تريد البقاء معه
قالت صديقتها لها لا تصارحيه الأن وانتظري لربما يتم العلاج في وقت قصير
فقالت لها مريم كيف انتظر .. زفافنا بعد شهر من الأن
فقالت لها صديقتها سأرتب لكي كيف تبدأي معه الحوار وساخبرك ولكن الأن لا تقولي له اي شئ حتي لا يتركك
ثم اتصلت بيوسف وقالت له لا تاتي اليوم الي العمل كي تاخذني كالعاده فأنا ارهقت بسبب مجهود العمل وذهبت الي المنزل
فقال لها بكل شغف مابكي طمئنيني فقالت له انها بخير فقال لها انني سوف اتي اليكي الأن فقالت له لا ياحبيبي اذهب لمنزلك ونتقابل غدا
وبعد ان انهت المكالمة بنصف ساعه قام بالاتصال بها مرة اخري .. فقامت بالرد عليه قائله
انت لحقت تروح
فوجدت شخص غريب يرد عليها ويقول حضرتك مين ؟ فقالت له من انت .. واين يوسف . فقال لها لقد صدمته بسيارتي وهو يعبر الطريق بسرعه
وقمت باعادة الاتصال باخر رقم قام هو بالاتصال به وهو الان في المستشفي فاحضري من فضلك كي تكوني معه
ذهبت مسرعه الي المستشفي ووجدت الطبيب وسألته عن حالته
فقال له ان حالته مستقرة الان ولكنه للأسف فقد البصر من شدة الصدمة
بكت بشده علي ما حدث وقالت هل الله لا يريد ان يتمم الموضوع ؟؟
فإنه اصابني بمرض سوف اعالج بسببه بالكيماوي التي ستغير ملامحي
في الوقت الذي اصيب هو بفقدان البصر .. ولكن انت تعلم يارب الي اي مدي انا احبه واريده لي زوجا
ظلت معة طوال الليل في المستشفي حتي قصت علي صديقتها شيرين في اليوم التالي ماحدث
فقالت لها شيرين : عزيزتي لا تكملي حياتك مع شخص كفيف . فأنه سوف يكون عبئ ثقيل عليكي
فقالت لها مريم انسيتي مرضي ؟؟
فقالت شيرين : حبيبتي انتي في اولي مراحل المرض التي يسهل علاجها مع الوقت . لكن هو لن يبصر مرة اخري فلماذا تربطين حياتك بشخص مثله
اتركيه فالله لن ينساه وسيرسل له من يحبه علي وضعه هذا .. ولكنه في بادئ علاقتكم لم يكن هكذا فمن حقك الاختيار وانا انصحك بالإنسحاب
بدأت مريم تقتنع قليلا بكلام صديقتها قائله حقا ان مشاعري ستقودني للهلاك مع شخص كفيف فيكون عبئ عليا باقي ايام حياتي
وفي صباح اليوم التالي لم تذهب مريم الي المستشفي كي تطمئن عليه
فقام بالاتصال بها قائلا اريد ان اراكي كي اتحدث معكي في امر هام
فذهبت اليه .. وقالت له .. حبيبي لا تلومني علي عدم حضوري لك هذا الصباح .. فإني لن اتحمل ان اراك بهذه الحاله
فقال لها وانا احلك من اي ارتباط . انتي امامك العمر وسيرسل لكي الله من هو افضل مني .. بكت مريم كثيرا وقالت له لن اتركك ياحبيبي
وسنكمل المشوار الذي بدأناه وساكون لك المصباح المنير الذي ينير طريقك
وبالفعل أكملوا ما رسموه من البداية وبدأت مريم تتابع العلاج الكيماوي الذي غير من ملامحه كثيرا للأسوء
وكانت تحمد الله ان يوسف لن يراها بهذا الشكل حتي لا تنجرح مشاعرها امامه وتشعر انه يشفق عليها بأستمراره معها
وبالفعل تم الزفاف وكانوا اسعد زوجين
فكانت تتركه في المنزل وحده وتذهب الي العمل كي تجلب المال اللازم لهم
وبعد مرور خمس شهور من الزواج بدأت حالة مريم تستقر وتستجيب للعلاج
فمنع عنها الدكتور العلاج الكيماوي نظرا لتحسن حالتها
بدات مريم تعود لها الحياة من جديد وعاد شكلها لما كان عليه فى بادئ الأمر
وقامت شيرين بالاتصال بها كي تبارك لها علي استقرار حالتها
ختمت شيرين المكالمة قائله:مش لو كنتي سمعتي كلامي كان زمانك دلوقتي مع واحد بيشوف ومالي عليكي الحياة سعاده بدل الوضع البايخ ده
قالت لها مريم "ارجوكي ياشيرين اتمني ان تواسيني فلا تجرحيني بكلامك هذا من فضلك"
وفي عيد ميلاد يوسف الذي كان بعد اتمام علاجها بأيام قليلة قامت بإحضار الزينه المناسبة وزينت بها كل انحاء المنزل
وقامت بشراء تورته كبيرة ووضعت بها شمعه واحده نظرا لأن هذا اول عام يجمعهم معها فهو بمثابة ميلاد جديد له
وعندما قاموا بإطفاء الشمع قال لها . لماذا لم تقومي بإطفاء النور قبل ان نطفئ الشمع .. فقالت له انت تعلم جيدا اني اخاف من الظلام
ولكن اخبرني كيف علمت ان النور لم يطفئ ؟؟
فقال لها اعلم من سبع شهور مضت . من يوم ذهابك عند الطبيب ولم تخبريني .. فانا لم افقد بصري واراكي في كل لحظة امام عيني
كنت ابكي لمرضك عندما اراكي بهذا الشكل ولكن فضلت ان اتظاهر بفقدان البصر حتي لا اجرح مشاعرك
فقالت له كيف هذا ؟؟ احكي لي بالتفصيل كيف علمت بمرضي ومن الذي حدثني في الهاتف ليلة حادثتك
فقال لها عندما اتصلت بكي وقولتي لي لا تاتي لأنك قد ذهبتي للمنزل بسبب ارهاقك كنت امام عملك وقتها
وعلمت من احد اصدقائك كل شئ واخبرته ان لا يقول لكي اني علمت
وحيلة فقدان البصر كانت علي اتفاق مع صديقك هذا الذي حدثكي علي انه سائق التاكسي الذي صدمني
والمستشفي التي كنت بها يعمل بها احد اقاربي واتفقت معه علي هذة القصة كحالة انسانيه كي يوافقني الامر ويفتح لي غرفة بأسمي
وعندما اتصلت بكي كي أحلك من اي ارتباط كنت اريد ان اعرف الي اي مدي تحبيني وبأجابتك انك ستكملين معي كانت اسعد لحظات حياتي
فانا احببتك وتمنيت ان اكون معكي حتي اخر يوم في عمرك .. انني عاشق لكي والعاشق لن يترك حبه يمر من امام عيناه مهما كانت الأسباب
شكرت مريم الله علي انها لم تسمع كلام صديقتها شيرين , فلو كانت سمعت
للتفكير المادي والاناني كانت ستخسر حبيب ربما لم تجد مثله ابدا
انشرها اذا نالت اعجابك كي تساعدنا في توصيل هدف وعبرة للجميع
صلوا من اجلى